فضل العمرة في رمضان
تعريف العمرة
العمرة لغة: الزيارة، وشرعا: زيارة بيت الله الحرام على وجه مخصوص وهو النسك المعروف المتركب من الإحرام والتلبية، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير.
مشروعية العمرة
أجمع العلماء
على أن العمرة مشروعة بأصل الإسلام، وأن فعلها في العمر مرة، وورد في مشروعيتها قولان:
الأول: ذهب الإمامان أحمد والشافعي وجماعة من أهل الحديث -رحمهم الله- إلى وجوبها - واستدلوا على ذلك بما رواه أهل السنن وغيرهم عن أبي رزين العقيلي - وافد بني المنتفق- أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال: حج عن أبيك واعتمر. صححه الترمذي. وقال أحمد: لا أعلم في إيجاب العمرة حديثا أجود من هذا، ولا أصح منه.
وبحديث عمر في رواية الدارقطني، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: وتحج البيت وتعتمر. واستأنسوا بقوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لله.
الثاني: أنها سنة وليست بواجبة، وهومذهب مالك وأبي حنيفة وإحدى الروايتين عن الشافعي وأحمد، وقول أكثر أهل العلم، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن أدلة ذلك: حديث جابر- رضي الله عنه - مرفوعا: سئل- يعني النبي صلى الله عليه وسلم- عن العمرة: أواجبة هي؟ قال: لا وأن تعتمر خير لك. صححه الترمذي.
فضل العمرة في رمضان
العمرة في رمضان لها مزية ليست في غيره، ووردت عدة أحاديث في بيان فضلها وثوابها وأنها تعدل حجة في الأجر والثواب، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحج معه صلى الله عليه وسلم
فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي).
لذا ينبغي للمسلم أن يحرص على القيام بفضائل الأعمال في شهر رمضان المبارك ويتذكر أن مضاعفة الأجر والأعمال تكون لشرف المكان كالصلاة في الحرم الذي تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة ومنها شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة. كما ينبغي على المسلم أن يحرص على كثرة الجلوس في الحرم والاجتهاد في تلاوة القرآن وصلاة التراويح أو القيام ويقبل على الله تعالى بالذكر والدعاء والتسبيح والتهليل والصدقة حافظاً أوقاته مبتعداً عن الدنيا وعن الأسواق حتى لا يضيع وقته بما لا ينفعه.
صفة العمرة
مختصر لصفة العمرة لفضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى:
(1) بعد الإحرام يستقبل القبلة قائماً ويلبي بالعمرة لبيك عمرة ويقول اللهم هذه عمرة لا رياء ولا سمعة.
(2) ثم يلبي بتلبية الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا (لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك) ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبية لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية, والنساء في ذلك سواء فيرفعن أصواتهن ما لم يخشى الفتنة لأن عائشة رضي الله عنها كانت ترفع صوتها بالتلبية.
(3) وإذا بلغ الحرم ورأى بيوت مكة أمسك عن التلبية ليشتغل بغيرها مما يلي:-
*الاغتسال لدخول مكة: فمن تيسر له الاغتسال قبل الدخول فليغتسل وليدخل نهاراً أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم وليدخل من الناحية العليا التي فيها اليوم باب المعلاة فإن هذا أقرب باب إلى الحجر الأسود.
* فإذا دخل فلا ينسى أن يقدم رجله اليمنى ويقول اللهم صلي على محمد وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك, أو أعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم من الشيطان الرجيم.
* فإن رأى الكعبة رفع يده إن شاء لثبوته عن بن عباس, ولم يثبت هنا دعاء خاص فيدع بما تيسر, وإن دعا بدعاء عمر (اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام) فحسن لثبوته عنه.
(4) طواف القدوم: ثم يبادر إلى الحجر الأسود فيستقبله استقبالاً ويُسمي ويُكبر ثم يستلمه بيده ويقبله بفمه ويسجد عليه فإن لم يتمكن من تقبيله استلمه بيده ثم قبّل يده فإن لم يتمكن أشار بيده, ويفعل ذلك في كل طوفة.
(5) ويبدأ بالطواف حول الكعبة يجعلها يساره فيطوف من وراء الحِجر سبعة أشواط من الحِجر إلى الحِجر شوط, ويضطبع فيها الرجال كلها (والاضطباع هو إخراج الكتف الأيمن) ويرمل في الثلاثة الأول منها ويمشي في سائرها.
(6) ويستلم الركن اليماني بيده في كل طوفة إن تيسر ولا يقبله وإن لم يتمكن لم تشرع الإشارة إليه بيده, ويقول بينه وبين الحجر الأسود (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .
(7) وله أن يلتزم ما بين الركن والباب فيضع صدره ووجهه وذراعيه عليه, وليس للطواف ذكر خاص, فله أن يدعو أو يقرأ القرآن أو من آي الذكر ما شاء.
(8) فإن انتهى من الشوط السابع غطى كتفه الأيمن وانطلق إلى مقام إبراهيم ويقرأ: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)ويجعل المقام بينه وبين الكعبة ويصلي ركعتين الأولى بـ (قل يأيها الكافرون) والثانية بـ (قل هو الله أحد).
(9) فإذا فرغ من الصلاة ذهب إلى زمزم فيشرب منها ويصب منها على رأسه.
(10) السعي بين الصفا والمروة:
ثم يأتي ليسعى بين الصفا والمروة فإن دنا من الصفا قرأ قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكرٌ عليم
)، ويقول نبدأ بما بدأ الله به.
ثم يبدأ بالصفا فيرتقي عليه حتى يرى الكعبة فيستقبل الكعبة فيوحد الله ويكبر قائلا: الله أكبر 3 مرات، لاإله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير, لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده 3 مرات ويدعو بين ذلك.
(11) ثم ينزل ليسعى بين الصفا والمروة فيمشي إلى العلم الأخضر ثم يسعى منه سعيا شديدا إلى العلم الآخر ثم يمشي صاعدا حتى يأتي المروة فيرتقي عليها ويصنع كما صنع على الصفا من استقبال القبلة والتكبير والتوحيد والدعاء وهذا شوط ويعود إلى الصفا شوطا ثانيا وهكذا. وإن دعا في السعي بقوله (رب اغفر لي وارحم إنك أنت العزيز الأكرم)فلا بأس لثبوته عن جمع من السلف. فإذا انتهى من الشوط السابع على المروة حلق شعره أو قصه وبذلك تنتهي العمرة.