((بعض الفوائد والعبر من قصة قابيل
وهابيل)) مُهمّة جدّا
<*!*> ذكر المؤرِّخ الكبير إبن جرير الطبري في تاريخه بأنّ [حواء] ولدت لـ [آدم] 40 ولداً في 20 بطناً.. أوّلهم [قابيل] وأخته [قليما]، وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث.. ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا وامتدّوا في الأرض..
ــ واختلف العلماء عمّا إذا وُلِد لآدم وحواء أولاد بالجنّة ؟ فقيل: بل ولد لهما فيها قابيل وأخته قليما ،، والله أعلم.. وقيل: لم يولد لهما إلا في الأرض،، وهذا الذي أرجّحه أنا ، وذلك لعدم وجود دليل صحيح يُثبت عكس ذلك ..
<*!*> وكانت حواء تنجب في كل بطن ذكر، وأنثى .. وكانوا عمالقة ، حيث كان طول الواحد منهم 60 ذراعا ،، أي 35 متر تقريبا..
<*!*> وكانت الشريعة السماوية تحرّم زواج الأخ من أخته التي ولدت معه ، بل تبيح له الزواج من أي أخت من غير التوأم ، اي ممن ولدن قبله أو بعده ..
<*!*> وعن إبن عبّاس، وغيره من الصحابة قالوا : (( ان آدم كان يزوّج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى، وأن [هابيل] (الإبن الأكبر) أراد أن يتزوّج بأخت [قابيل] ..
<*!*> فطلب آدم عليه السلام من قابيل أن يزوّجه إياها .. فأبى ذلك .. لأنه كان يحسده ويغار منه على النعم الكثيرة التي أعطاه إياها ربّ العالمين.. فقد كان تقيّا صالحا ، ولديه مال وخير كثير ، وعنده قوة عظيمة ..
<*!*>فأمرهما والدهما أن يقرّب كل منهما قُرباناً إلى الله ليتبيّن من المصيب منهما ؟ والقريب الى الله تعالى..
ــ فقرّب [هابيل] شاة سمينة من أفضل ما عنده .. وكان صاحب غنم ،،
ــ وقرّب [قابيل] حزمة من زرع من رديء زرعه ،،
<(**)> فنزلت النار، فأكلت قربان هابيل،، وكانت هذه القاعدة متّبعة لمعرفة عمّا إذا كان الله تعالى قد قبل ما يَتقرّب إليه العبد أم لا ؟؟ وكانت النار تنزل من السماء فتأكل القربان (أي تحرقه كلّيا ولا تترك له أي أثر) هذا في حال قبوله ،، وإلاّ تتركه وشأنه ولا تنزل اليه..
<(**)> ولما تركت النار قربان قابيل .. غضب وإمتلأ حسدا ،
وقال لأخيه هابيل : ((لأقتلنّك)) ..
###> وكان هابيل أقوى وأشدّ من أخيه الكبير قابيل، وكان من السهل عليه أن يبطش به لو أراد ذلك ، ولكنه تورّع أن يقابله بالسوء الذي أراده هو منه ، بل كان على خُلق حسن ودين ، وعلى خوف من الله تعالى ..
##> فقال هابيل:{{ لَئِنْ بَسَطْتَّ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }} المائدة: 28
وقال له أيضا : {{ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }} المائدة: 29
***********************************
###> فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل في رعي غنمه ، فبعث آدم أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به ؟!! فلما ذهب إذا هو به ،،
>> فقال له بغيرة وحسد : (( لقد تقبّل الله منك ولم يتقبّل منـّي ))!!!
>> فقال هابيل : {{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }}..
>>> فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه ، فقتله ..
>>> ولم يَعُد الى صوابه إلاّ بعد أن عصى الرحمن وأطاع الشيطان ووقعت المصيبة الكبيرة ..
<##> فأخ يقتل أخيه ظُلما وعدوانا ، وبدون أي سبب سوى الحسد وإتباع الهوى وتضليل إبليس عدوّ أبيه ، وعدوّه ، وعدوّ بني آدم إلى قيام الساعة !!!
<##> وبعد أن رحل إبليس اللعين عنه ، متبرّءاً من عمله الذي أوحاه له ، وشجّعه عليه .. ثم تركه ليواجه غضب الله وعذابه ..
<##> فإسودّت الدنيا ، وأظلمت في عينيه ، وندم ندماً عظيماً على عمله الشيطاني ، وعاد إلى رشده وعقله وما تربّى عليه من طيبة وخير وصلاح..
<##> ولهذا نجده بأنه لم يترك شقيقه وينصرف بعد مقتله كما يفعل عادة الخصوم ..
<##> بل حمله بين يديه وإحتضنه بحنان الأخوّة كالمجنون ، ولم يعد يعرف ما يفعل به !!!
*** وأراد الله تعالى أن يعلّمه هو وغيره ، كيف يتم التصرّف بالموتى ،، لأن هابيل كان أوّل من يموت على الأرض من البشر ..فبعث الله له غُرابين ، وكانا أخوين أيضا ،، فتقاتلا مع بعضهما … فقتل أحدهما الآخر، ثم عمد فحفر له حُفرة فألقاه فيها ودفنه وواراه ..
<##> فلما رآه قد صنع ذلك ، قال قابيل : {{ يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي }}؟؟؟ ففعل مثل ما فعل الغراب، فواراه ودفنه.
*** قال تعالى: {{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }}. المائدة: 31
##################################
{[وهناك عدّة عِبَر وفوائد هامّة نأخدها من هذه القصة القرآنية]}:
1- إنّ قتل النفس البريئة توجب النار ..
2 - التعامل مع الآخرين بالطيبة والتسامح والعفو والصفح ،، والإبتعاد عن الغضب والظلم والتعدّي والحسد وإتباع الهوى وتضليلات إبليس..
3 - والأفضل أن يكون أحدنا مع إخوانه ((المقتول لا القاتل))، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه بقوله : [[ كن كإبن آدم ]]
أو [[ كن كخير إبنَيّ آدم ]] وهو هابيل.
4 - [[ إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار]] .. لذلك يجب علينا الإنتباه والحذر الشديد من التهاون في دماء الناس وقتالهم ..
5 - الإلتزام بوصية رسول الله صلى الله عليه في الإستخارة والإستشارة بقوله : [[ ما خاب من إستخار ، وما ندم من إستشار]].أي علينا اللجوء إلى الله وطلب المعونة منه والإلهام لخيري الدنيا والآخرة بما يشغل بالنا ويضايقنا ..
ثم أخذ رأي أهل العلم والخبرة والتخصّص وما شابههم من أهل الحكمة والمشورة .. فلو أن قابيل إستشار والده النبي آدم عليه السلام بما كان يشعر به من حسد وغلّ نحو أخيه هابيل ، ما كان ليقدم على تلك الجريمة النكراء العظيمة والعياذ بالله من غضبه..
*********************
*** فعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ إنها ستكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ]]..
قال سعد: (( أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي فبسط يده إليّ ليقتلني))؟؟
فقال: [[ كن كإبن آدم ]]. مسند أحمد وأبو داود والترمذي
*** وفي رواية أبي ذرّ : [[ كُنْ كخيرِ إبنَيّ آدم (وهو هابيل) ]] صحيح مسلم .
*** وثبت في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار ]].
قالوا يا رسول الله : ((هذا القاتل، فما بال المقتول ))؟؟
قال: [[إنه كان حريصاًً على قتلَ صاحبه]].