الأمم المتحدة تحذر من التهام «المجاعة» 6 مناطق أخرى جنوب الصومالحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة التى تضرب جنوب الصومال ربما تمتد إلى 6 مناطق أخرى، فى وقت كثفت فيه منظمات الإغاثة جهودها لإنقاذ المتضررين من تلك الكارثة التى قال مدير البنك الأفريقى للتنمية، دونالد كابيروكا، أن التغير المناخى ليس السبب الوحيد فيها بل أيضا «الفشل الجماعى فى إنهاء الحرب الأهلية الصومالية، لاسيما أن غالبية مناطق المجاعة خارج حكم القانون».
من جهتها، أوضحت منسقة شؤون الإغاثة الأممية الطارئة، فاليرى آموس، فى نيويورك الثلاثاء، أن 6مناطق أخرى فى الصومال ستُضاف إلى المناطق المنكوبة إذا لم يحدث «تحرك دولى كبير»، وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من الصوماليين لقوا حتفهم بسبب الجوع، فيما لايزال مئات آخرون يعانون من المجاعة، مؤكدة أن نحو 3.7 مليون شخص فى حاجة ماسة إلى الغذاء.
وقالت أموس: «إن المجتمع الدولى تعهد بتقديم مبلغ مليار دولار لمعالجة المشكلة إلا أن الأمم المتحدة فى حاجة طارئة لمبلغ 1.4 مليار دولار إضافى»، مضيفة أن المسافات الطويلة التى يقطعها الصوماليون الجوعى وخصوصا من الأطفال، بحثا عن الغذاء تتسبب فى وفاة عدد كبير منهم.
ويتعذر على الأمم المتحدة تقديم إحصاء دقيق حول عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب المجاعة، لصعوبة جمع المعلومات فى بعض المناطق النائية فى الصومال، التى تخضع لسيطرة المتمردين الإسلاميين، وكان تم إعلان المجاعة فى منطقتين صوماليتين الشهر الماضى.
وحثت آموس الاتحاد الأفريقى على تنظيم مؤتمر مانحين بدعم أممى، فى وقت يبحث فيه البنك الإسلامى للتنمية اعتماد مبلغ إضافى لإغاثة المتضررين فى الصومال علاوة على مليون دولار اعتمدها سابقا.
فى الوقت نفسه، توقع تقرير أممى مؤخرا أن ينتقل الوضع فى المناطق الأكثر تضررا بإثيوبيا وكينيا، من حالة الأزمة إلى حالة الوضع الطارئ، إلا أن التدهور فى جنوب الصومال يبقى مع ذلك مرجحا بالنظر إلى حدة حالات سوء التغذية، وارتفاع وفيات الأطفال دون 5 سنوات، إضافة إلى سوء حالة المراعى وزيادة أسعار الحبوب المحلية ومردود الحصاد المتدنى.
وقال التقرير إن القتال فى الصومال جعل الوضع متأزما، علما بأن الأمم المتحدة والولايات المتحدة تحملان جزءا من المسؤولية فى تدهور الأوضاع إلى الشباب المجاهدين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من البلد. يتزامن ذلك مع إعلان برنامج الغذاء العالمى إرسال 10أطنان من المواد الغذائية للأطفال فى الصومال، مع الإسراع فى توزيع الطعام فى «الدولو» جنوبى البلاد قرب الحدود مع كينيا، التى تحتضن مئات آلاف اللاجئين الصوماليين، 380 ألفاً منهم يوجدون فى مخيم واحد هو «داداب»، حيث أطلقت منظمة اليونسيف حملة تلقيح واسعة ضد الشلل والحصبة لمن تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات.
فى السياق نفسه، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن حركة «الشباب المجاهدين» الإسلامية التى تسيطر على معظم جنوبى الصومال تمنع الجوعى من مغادرة مناطقهم، وتبنى مخيمات اعتقال للنازحين الذين يحاولون المغادرة، فيما نقلت عن الناطق باسم حركة الشباب، الشيخ يونس، قوله فى رسالة إلكترونية إن مقاتلى الحركة لا يحتجزون أحداً وإن إعلان المجاعة أمر مبالغ فيه.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الحركة متهمة بالتسبب فى المجاعة بطرد عدد من مؤسسات الإغاثة الغربية ومنع المحتاجين من التنقل للبحث عن الغذاء، وأوضحت أن الوضع يسوء يوماً بعد آخر حيث لقى عشرات الآلاف مصرعهم كما يوجد نصف مليون طفل على وشك الموت جوعاً. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن ذلك يضع السكان المتضررين أمام خيارين، إما اللجوء إلى كينيا أو إثيوبيا حيث يمكن أن يحصلوا على المساعدة بدرجة أكبر، كما يمكنهم طلب ما يمكن من المساعدة من الحكومة الانتقالية الضعيفة فى مقديشو، والخيار الثانى هو البقاء فى أماكنهم.