ربما يكون افتقار منتخب بولندا الى المباريات الرسمية لأكثر من عامين قد لعب دورا في تعادل الفريق الذي يقوده المدرب فرانشيسك سمودا 1-1 مع اليونان في المباراة الافتتاحية لبطولة اوروبا لكرة القدم اليوم الجمعة.
وبدت بولندا التي تشترك مع اوكرانيا في استضافة البطولة الطرف الافضل في أول ربع ساعة واجبرت اليونانيين على ارتكاب اخطاء في نصف ملعبهم وضغطت مرارا في الهجوم.
لكن بعد أن سجل روبرت ليفاندوفسكي هدف التقدم في الدقيقة 17 بدا أن المنتخب البولندي ليس علي يقين مما يجب أن يفعله بعد ذلك وبدلا من أن يحسم اللقاء بهدف اخر سمح لمنافسه بالعودة الى اللقاء.
وربما يرجع ذلك الى الافتقار الى الخبرة في فريق لم يتعين عليه التأهل من التصفيات الى ثاني نهائيات اوروبية فقط يشارك فيها وأول بطولة كبرى يلعب فيها منذ تولي سمودا المسؤولية في 2009 من أجل اعادة بناء المنتخب من الصفر تقريبا.
ودفع البولنديون ثمن ذلك على يد اليونان التي تعافت بشكل جيد من الطرد القاسي لقلب الدفاع سقراطيس باباستاتوبولوس في نهاية الشوط الأول ونجحت في ادراك التعادل بفضل تألق البديل ديميتريس سالبينجيديس في الشوط الثاني.
لكن كانت هناك اشياء تثير الاعجاب في اداء الفريق المضيف في الشوط الأول.
وكان من الصعب على الدفاع اليوناني الذي لم تهتز شباكه الا خمس مرات في التصفيات التصدي لليفاندوفسكي رجل المباراة ومهاجم بروسيا دورتموند الذي احتل المركز الثالث في قائمة هدافي الدوري الالماني هذا الموسم.
وتلقى ليفاندوفسكي المساعدة في الشوط الأول من زميليه في بروسيا دورتموند اوكاش بيسيك وياكوب بواشتكوفسكي ناحية اليمين.
لكن ماتسي ريبوس - الذي تألق ناحية اليسار في بضع مباريات ودية هذا العام أمام منتخبات اوروبية من المستوى الثاني - لم يستطع ان يترك بصمة على اللقاء.
ومن النواحي السيئة ايضا اخفاق الظهير الايسر سيباستيان بونيش - الذي لم يعد الى الحالة الجيدة التي كان عليها في 2010 بعد اصابة في الركبة - في التفوق على منافسيه في السرعة حتى أمام المرمى اليوناني.
وكان لدى سمودا الخيارات لتغيير ريبوس وبونيش لكن ما يثير القلق أكثر هو اهتزاز مستوى الدفاع بشكل عام في فترات كثيرة بالشوط الثاني بعدما شعر لاعبو الوسط بالتعب من الضغط على اليونانيين.
وسيأمل سمودا ايضا أن يكون نجاح شيمسواف تيتون في التصدي لركلة جزاء يظهر انه قادر على أن يحل محل الحارس الأول فويتشيك تشيسني في بقية مباريات دور المجموعات بعدما طرد تشيسني خلال اللقاء.
ولم يكن تيتون معروفا قبل عام واحد اذ كان الحارس الرابع لبولندا بعد اوكاش فابيانسكي الذي اصيب مؤخرا في المران وارتور بوروتس الذي اوقفه سمودا بسبب تناول الكحوليات.
وفي الناحية الاخرى بوسع المنتخب اليوناني أن يعتبر نفسه سيء الحظ لعدم تكراره الفوز الذي حققه على البلد المضيف عام 2004 في افتتاح المسابقة بعدما اظهر نفس الروح القتالية التي ساعدته على الفوز باللقب في البطولة التي اقيمت في البرتغال.
وربما يواجه سمودا انتقادات لعدم اجراء تغييرات تكتيكية طوال المباراة رغم انه بدا أن فريقه تراجع قبل نهاية الشوط الأول.
وفي المقابل اتخذ فرناندو سانتوس مدرب اليونان قرارا اتضح انه صائب بالدفع بسالبينجيديس أمام بونيش ناحية اليمين. وادت سرعته الى تسجيل الهدف الأول ثم طرد تشيسني الذي عرقل سالبينجيديس داخل منطقة الجزاء.
كما تألق في منتخب اليونان جيورجوس ساماراس الذي شكل تهديدا على المرمى ونادرا ما فقد الكرة. وكان الخطأ الوحيد الذي ارتكبه هو اهدار فرصة لحسم اللقاء باضاعته ركلة الجزاء.
وبعد اداء سيء جدا في الشوط الأول لدفاع يوصف بانه واحد من افضل خطوط الدفاع في اوروبا سيشعر المنتخب اليوناني بالسعادة لنجاحه في تعويض تأخره لكنه سيشعر بالاحباط في نفس الوقت لاهداره ركلة جزاء كان يمكن ان تمنحه النقاط الثلاث.