كيف تتعرف على الله تعالى :إن أطيب و أجمل حديث نتحدث به في مجالسنا هو ( الحديث عن الله ) وماله من الأسماء الحسني والصفات العليا وعن آلائه ونعمه . وهذا من أعظم الأسباب التي تعين المسلم على التخطيط الجيد للآخرة . فكلما تعرف المسلم على ربه وخالقه ومولاه أكثر، كان استعداده وتهيؤه للقائه أفضل وأحسن. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » رواه البخاري . وقال ابن القيم : «وإحصاؤها مراتب:
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعدها.
والثانية: فهم معانيها ومدلولها.
والثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وهي مرتبتان:
أحدها: دعاء ثناء وعبادة.
والثانية: «دعاء طلب ومسألة».
وكيف تتعرف على الله ؟
من خلال قراءة شرح أسمائه الحسني وقراءة القرآن مع تفسيره .
فهل خصصت جزءاً من وقتك اليومي تقرأ فيه كل يوم اسماً من أسماء الله الحسنى مع التدبر والتأمل والتفكر .
( هل يعقل ): أن يعبد الإنسان ربه الذي خلقه وهو لايعرف عنه شيئا من صفاته وأسمائه .
وكيف ينغرس ويمتلأ في قلب المؤمن محبة الله وتعظيم الله، والخوف منه والتوكل عليه والإخلاص والصدق معه والشوق إلى لقائه، وهو لايعرف عن ربه شيئا ؟
ç ( كتب ننصح بقراءتها لتتعرف على الله )
كتاب : (الله أهل الثناء والمجد ) د.ناصر الزهراني
كتاب : (شرح أسماء الله الحسنى ) د.عمر الأشقر
كتاب : (شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ) د. سعيد بن علي القحطاني
هذه الكتب اقرأها بتدبر وتأمل حتى تستفيد منها جيداً.
الحرص على فضائل الأعمال : ومن التخطيط للآخرة : القراءة في كتب الترغيب والترهيب، وكتب فضائل الأعمال في شتى المجالات ، حتى تكون لك حافز اً ومشجعاً ودافعاً على العمل الصالح والاستمرار فيه فعندما تقرأ مثلاً : عن ( فضل ذكر الله ) وما أعده الله في الآخرة من الثواب العظيم لمن ذكره فسوف تحفزك هذه القراءة على كثرة ذكر الله والاستمرار فيه .
وهكذا بقية فضائل الأعمال: ( قيام الليل ، السُنن الرواتب، صلاة الضحى ، سُنة الوضوء، الوتر، الصيام، الصدقة، إفشاء السلام،بر الوالدين،صلة الرحم ،قضاء حوائج المسلمين،حق الجار،الأخلاق الحسنة ،كفالة اليتيم،الحب في الله ...إلي آخره ) قال تعالى:{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ } - قال الشيخ السعدي : الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها، يتضمن فعلها، وتكميلها، وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات، فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجة، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة، وصيام، وزكوات وحج، وعمرة، وجهاد، ونفع متعد وقاصر.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا) رواه مسلم.
كيف كانوا يستبقون إلى الجنة؟: عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ: أرأيت إن قتلت فأين أنا ؟ قال: (في الجنة) فألقى تمراتٍ كن في يده، ثم قاتل حتى قتل. متفقٌ عليه.
ç ( كتب ننصح بقراءتها )
كتاب : ( رياض الصالحين ) للإمام النووي
كتاب : (صحيح الترغيب والترهيب ) للشيخ الألباني
كتاب : ( الأذكار ) للإمام النووي
فلابد لمن يريد أن يخطط للآخرة التخطيط الجيد أن يكون له نصيب كبير من العمل في فضائل الأعمال وذلك عن طريق القراءة في كتبها .
أقترح عليك: أن تخصص أسبوعياً أو شهرياً أياماً للقراءة من كتب فضائل الأعمال حتى تذكرك وتدعوك إلى العمل الجاد،والمثابرة المستمرة.
فضائل متعددة وثمرات جليلة:ومن التخطيط للآخرة :التخطيط المتميز أن يحرص المسلم على العمل الصالح الذي ورد فيه فضائل متعددة فعلى سبيل المثال:
المثال الأول: ( سبحان الله , والحمد لله , ولاإله إلا الله , والله أكبر) هذه الكلمات ورد فيها فضائل متعددة وثمرات جليلة:
§ الفضيلة الأولى أحب الكلام إلى الله) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أَحبُّ الكلام إلى الله أربعٌ : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بدأتَ) رواه مسلم.
§ الفضيلة الثانية: (أن من قالها له ثواب الصدقة) عن أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُصْبح على كل سُلامَى من أحدِكم صدقة ، فكلُّ تسبيحة صَدَقة ، وكل تحميدة صَدَقة، وكلُّ تهليلة صدقة، وكلُّ تكبيرة صدقةْ وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويُجزِئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى » أخرجه مسلم.
§ الفضيلة الثالثة
أنها غراس الجنة) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم ، فقال لي: يا محمد، أقريء أمتك مني السلام، وأخبرهم : أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر».أخرجه الترمذي.
§ الفضيلة الرابعة أنها تملء الميزان حسنات) عن أَبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ ، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ )) . رواه مسلم .
§ الفضيلة الخامسة أفضل الذكر) عن جابر - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( أفْضَلُ الذِّكْرِ : لا إلهَ إِلاَّ اللهُ )) . رواه الترمذي ، وقال حديث حسن) .
§ الفضيلة السادسة : ( عشرون وعشرون ) عن أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قال : « إن الله اصطفى من الكلام أربعا : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، فمن قال : سبحان الله كُتب له عشرون حَسَنة ، وحُطَّ عنه عشرون سَيِّئة، ومن قال : الحمد لله، فمثلُ ذلك ، ومن قال : لا إِله إِلا الله ، فمثلُ ذلك ، ومن قال : الله أكبر، فمثلُ ذلك» زاد في رواية : « ومن قال : والحمد لله ربِّ العالمين من قِبَل نفسه شُكرا لِنعَم ربه : كُتِب له ثلاثون حسنة ، وحُطَّ عنه ثلاثون سَيِّئة» رواه أحمد والنسائي .
§ الفضيلة السابعة: (خير من الدنيا وما فيها) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم : (( لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالحَمْدُ للهِ ؛ وَلاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ )) . رواه مسلم - فأنظر - يارعاك الله - كم من الفضائل والثمرات التي تحوزها عندما تقول هذه الكلمات (سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر) فكيف لو قلتها في اليوم ألف مرة مثلا أو أكثر من ذلك فلا تحرم نفسك من هذا الخير العظيم وهذا الفضل الكبـير.