وصف أرشاد هرمز أوغلو كبير مستشاري الرئيس التركي مصر بأنها بلد مهم للغاية وجارة مشاطئة لتركيا على المتوسط وقلب العروبة النابض .
وقال هرمز أوغلو في تصريحات له خلال لقائه مع الوفد الصحفي المصري الذى يزور تركيا حاليا إن ''مصر رقم صعب ومهم في المعادلة العربية '' .. وعلاقتنا بمصر يجب أن تكون جيدة .. وقد بادرنا بفتح موضوع الاستثمارات مع مصر ووقعنا اتفاق تجارة حرة وتبادل اقتصادي وهناك 75 ألف مصري يعملون في مشروعات تركية بمصر .
وأوضح أن تركيا أبدت منذ اليوم الأول للثورة دعما لمصر وشعبها وثورتها كما أن أنقرة على استعداد لمساعدة مصر دوما .. وحول ما يتردد عن دعم تركى لجماعة الاخوان المسلمين في مصر ووصولهم للسلطة قال انه متفائل لمستقبل مصر .. وأنه لابد من احتواء كل الأطياف للوصول الى الاستقرار لأن '' سرقة الثورة من جانب فصيل واحد أو طيف واحد قد تثير الاحتقان لدى الأطراف الأخرى في مصر ''.
ونفى المسئول التركي أن يكون هذا الدعم التركي للثورة المصرية جزءا من دعم تركى لمخطط الفوضى البناءة التي سبق أن روج لها مسئولون أمريكيون منذ سنوات في الشرق الأوسط .. وقال ان '' نظرية الدومينو التي تتردد مزاعم بشأنها هي اهانة للشعب العربي ''.. وأوضح أن الأمور لا تسير بضغطة زر فتقوم الثورات بعدها .. وأكد أن '' مشاريع الشرق الأوسط الكبير قد أفلست '' .
ومن ناحية أخرى وفيما يخص النموذج التركي في الديمقراطية وما يتردد عن مساعي أنقرة لتصديره الى مصر قال كبير مستشاري الرئيس التركي اننا لا نفرض تجاربنا على الآخرين .. وكل دولة هي التي تقرر بمفردها في اطار ظروفها وميراثها .. وقال '' نحن نزرع حديقتنا لتكون جميلة .. ولكننا لا نفرض أسلوبنا على الآخرين لزراعة حديقتهم '' .. وقال ان '' القرار المصري يجب أن يتم اعداده حصريا في المطبخ المصري '' .
وأضاف أن تركيا لا تطلب دورا معينا .. ولا تبحث عن دور بعكس ما يردده البعض ..: بل أن الدور هو الذى يبحث عنها .
وفيما يخص الوضع الداخلي في تركيا قال ان تركيا بصدد اعداد دستور جديد للبلاد سيتم اقراره بحلول عام 2014 مشيرا الى أنه تم اجراء 38 تعديلا في الدستور القديم .. والدستور الجديد سيكون مدنيا وبالتوافق بين كل الأحزاب والهيئات حتى تلك غير الممثلة في البرلمان.
وأوضح أن الدستور الحالي تم اقراره عام 1982 في ظروف معينة تتمثل في انتشار العنف بما جعله دستورا يحد من حرية الأفراد الى حد ما .. وقال اننا أمضينا سنوات نعمل على تغيير نمط التفكير لدى الشعب وهو أمر مهم قبل وضع الدستور الجديد ..
وأوضح هرمز أوغلو كبير مستشاري الرئيس التركي أن المؤسسة التركية العسكرية مهمة ولكننا لسنا طرفين بل أمة واحدة ونفخر بجيشنا .. وهو جزء من الدولة وليس دولة داخل الدولة ، وأشار الى أن انتخاب رئيس الجمهورية وفقا لهذا الدستور الجديد سيتم مباشرة عن طريق الشعب وليس البرلمان .
من ناحية أخرى أشار أرشاد هرمز إلى أن موقف بلاده ثابت ازاء المطالب التركية الثلاثة تجاه اسرائيل والمتمثلة في الاعتذار رسميا وتخفيف الحصار عن غزة وتعويض عائلات القتلى ولا تزال تركيا مصممة عليها، موضحا أنه بدون تحقيقها فلن تكون هناك علاقات ثابتة مع اسرائيل، مشيرا إلى أنه تم استدعاء مستشار السفارة الاسرائيلية في أنقرة أمس الأول لإبلاغه بالموقف التركي بالنسبة لخفض التمثيل الدبلوماسي الى مستوى سكرتير ثاني وتجميد التعاون العسكري.
وأشار إلى أنه ربما يتم اتخاذ خطوات أخرى بالنسبة للتعاون التجاري الاقتصادي بين اسرائيل وبلاده خلال الفترة القليلة القادمة، وأضاف أن أردوغان ألمح مؤخرا الى مثل هذه الاجراءات كما أن الرئيس عبد الله جول قد قال إن ما اتخذ من اجراءات مع اسرائيل مؤخرا هي اجراءات مبدئية واحترازية .
ووصف المسئول التركي اسرائيل بأنها غير واعية بانتهاء الحرب البادرة وسقوط حائط برلين منذ عام 1991 '' وأن هناك عالما جديدا ولذلك فان اسرائيل تتصرف بهذه الرعونة .
ومن جانب آخر أشار هرمز أوغلو كبير مستشاري الرئيس التركي إلى أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي واذا اختارت الرجوع عن تعنتها فسيكون ذلك أمرا جيدا والا فان اسرائيل ستغامر بصداقتها مع تركيا ومع دول أخرى .
وأشار الى أن دولا صديقة وحليفة قد طلبت من تركيا عدم اتخاذ اجراءات لإفساح المجال للوساطة، وكشف المسئول التركي الكبير النقاب عن أن الخلافات داخل الحكومة الاسرائيلية عرقلت التوصل الى اتفاق مع تركيا فيما يخص الأزمة الأخيرة التي قال انها ليست أزمة مع الشعب الإسرائيلي أو اليهود بل هي أزمة مع الحكومة الاسرائيلية الحالية .
وحول أسباب تغير الموقف التركي من الأزمة في سوريا أشار كبير مستشاري الرئيس التركي الى أن من أولويات بلاده حقن الدماء والاحتكام للحوار وعدم قمع الأنظمة لشعوبها فتركيا ليست مع أو ضد أي نظام بل هي مع مطالب الشعوب .. وقد شاركت تركيا في عمليات حلف الناتو في ليبيا بعد صدور قرار من مجلس الأمن .
وحول امكانية تكرار السيناريو الليبي في سوريا ومشاركة تركيا في عمليات حلف الناتو في سوريا، أوضح هرمز أوغلو كبير مستشاري الرئيس التركي أن أمورا كثيرة ستتوقف على مدى وجود قرارات دولية .. فاذا صدر قرار دولي ضد النظام السوري فان تركيا ستكون ملتزمة به خاصة وأن تركيا مرشحة عام 2015 للمرة الثانية لتكون عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي .
وأكد رغم ذلك أنه ليس بالضرورة أن تشارك تركيا في تدخل عسكري للناتو ضد سوريا، مشيرا الى أن تركيا لم تشارك في قصف أراضي ليبيا وكذلك سيكون الحال في سوريا ولكن تركيا تلتزم بالقرارات الدولية.
وأوضح أن تركيا كانت قد سبق أن رفضت التدخل في العراق أو استخدام الناتو للقواعد العسكرية في تركيا لأن هذا قرار سيادي تركى في البداية والنهاية، وقال إن تركيا حذرت النظام السوري أكثر من مرة وطلبت منه اتخاذ قرارات في اطار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وسحب الجيش من المدن والافراج عن المعتقلين .. ولكن حتى الآن لقى نحو 2500 سوري حتفهم جراء القمع .. وأضاف أن اطالة أمد الأزمة في سوريا يتوقف على موقف الحكومة السورية .
وحول دعم تركيا للمعارضة السورية لعقد اجتماعات على الأراضي التركية، أشار إلى أن تركيا دولة ديمقراطية، مؤكدا أن الحكومة التركية لم تتدخل في اجتماعات المعارضة السورية ولم تفرض أناسا معينين للمشاركة وقد كانت أنقرة تحث على عدم تهميش أي اثنيات عرقية أو رموز سياسية وأن يكون الحل توافقيا .. وقال إن تركيا تقف على مسافة متساوية مع جميع الأطراف .
وردا على سؤال حول ما يتردد عن وقوع عمليات اغتصاب للاجئات السوريات في المعسكرات المقامة بتركيا .. نفى هرمز أوغلو ذلك بشكل قاطع موضحا أن هذه مزاعم واشاعات مغرضة ترددها القيادة السورية لتخويف مواطنيها من اللجوء الى تركيا هروبا مما يتعرضون له في سوريا .. وأقر بأن تركيا قامت بالفعل بنصب خيام للنازحين السوريين قبل نزوحهم الى بلاده مشيرا الى أن تركيا تضع دوما سيناريوهات محتملة قبل الأزمات للتعامل معها .. وقد كانت لتركيا خبرات في هذا المجال منذ الحرب على العراق التي دخل تركيا بعدها نحو نصف مليون نازح عراقي .
موضوع: مسئول تركى: مصر الرقم الصعب في المعادلة العربية 
2011-09-08, 6:02 pm