أطلق الفلسطينيون حملة فلسطين تستحق المقعد الطائر في العواصم الأوروبية والعربية, وذلك لحشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وسط جهود أوروبية وروسية لإطلاق المفاوضات كبديل للتوجه للأمم المتحدة.
فقد انطلقت الحملة الشعبية( فلسطين تستحق المقعد الطائر) أمس من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمقر المقاطعة برام الله في جولة ستشمل عددا من العواصم العربية والأجنبية, حيث ستكون العاصمة اللبنانية بيروت أولي محطات هذه الجولة.
وسيصطحب القائمون علي الحملة مقعدا يماثل مقاعد الدول كاملة العضوية في الأمم المتحدة, في خطوة رمزية تعكس حاجة الشعب الفلسطيني للعيش بحرية وسلام في وطنهم أسوة بباقي شعوب العالم.
وسيطوف المقعد الأزرق عددا من الدول بدءا من لبنان( رئيس مجلس الأمن في دورته الحالية) وقطر التي ستترأس الجمعية العامة في هذه الفترة مرورا بموسكو, وباريس, وبروكسل, ومدريد, ولندن, ثم إلي نيويورك. وتهدف الحملة إلي حشد الدعم لانضمام فلسطين كعضو في المنظمة الدولية في سبتمبر المقبل وإنهاء الاحتلال, عبر قبول فلسطين دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة كأحد أهم عناصر تحقيق هذا الاستقلال وإقامة الدولة المنشودة.
وقال منسق الحملة أيمن صبيح سنسعي إلي تسليم هذا المقعد في نيويورك لكل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة.. مطالبا جميع دول العالم وكل الأحرار بالوقوف إلي جانب مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني ومساندته في نيل حريته واستقلاله.
يأتي ذلك وسط جهود أوروبية لإطلاق المفاوضات, وأكد رئيس الوزراء البلجيكي, إيف لوترم, الذي يزور إسرائيل حاليا أن تواصل الاتصالات الأوروبية مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يسهم في تقريب وجهات النظر بالنسبة لأي قرار أممي قادم بشأن الدولة الفلسطينية.
وشدد لوترم- في تصريح نقله التليفزيون البلجيكي- علي تمسك أوروبا بمبدأ الحوار بين الطرفين المعنيين, محاولا التقليل من أثر فشل الأوروبيين في التوصل إلي موقف موحد بشأن قرار قادم لمجلس الأمن حول الدولة الفلسطينية.
وعبر لوترم عن تفهمه لمواقف الفلسطينيين, الذين يريدون حتما تحريك الأمور, علي حد تعبيره, وهو أمر فسره المراقبون انحيازا للمواقف الفلسطينية.
ويسعي لوترم من خلال محادثاته مع الطرفين, إلي التركيز علي وجهة النظر الأوروبية بشأن حل الدولتين وضرورة الحفاظ علي أفق التفاوض, حيث يجب ألا يزيد تصميم الفلسطينيين علي اللجوء إلي الأمم المتحدة, لانتزاع اعتراف بدولتهم, من تعقيد عملية السلام في الشرق الأوسط. من جانبه, أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن قيام دولة فلسطينية ممكن فقط من خلال حوار سلمي مع إسرائيل, وأن توجه الفلسطينيين إلي الأمم المتحدة يجب ألا يكون بديلا لهذا الحوار.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في موسكو إن الفلسطينيين أكدوا بإصرار التمسك بهذا الموقف, وأن توجههم الي الأمم المتحدة هو نتيجة لعدم التوصل الي حل من خلال الحوار مع اسرائيل.
وأضاف انه من خلال الحوار فقط يمكن ضمن قيام دولة فلسطينية قادرة علي الحياة علي أرض موحدة, والتي ستعيش في سلام جنبا إلي جنب مع إسرائيل ودول المنطقة الأخري. وأكد لافروف أن روسيا ستلتزم خلال مناقشة مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستجري في نيويورك بهذا المبدأ, وان روسيا لاتري اي مشكلة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقال: نحن لانري اي مشكلة فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية, فلقد فعلت بلادنا ذلك في القرن الماضي, حيث يعمل في موسكو سفير فوق العادة لدولة فلسطين.
في غضون ذلك, دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس, الي البدء فورا بمفاوضات مباشرة, وأضاف: يستطيع الرئيس الفلسطيني أن يأتي الي القدس للتفاوض كما أستطيع أن أسافر الي رام الله أو سنسافر معا الي بروكسل.
وقال نيتانياهو إنه يعلق أهمية عليا منذ توليه منصبه علي إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين ولأسفه الشديد اختارت القيادة الفلسطينية الامتناع عن الحوار المباشر وفضلت عليه التوجه الي الأمم المتحدة- وهذا الحراك يؤدي الي طريق مسدود.
وقد سعت الصحف الإسرائيلية أمس إلي كشف ما سيتناوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الشعب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة وهو الخطاب الذي وصفته الرئاسة الفلسطينية قبل أيام بـ المهم.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان أبو مازن سيلقي خطاب الأيام المقبلة, لكنها لم تتمكن بالتنبؤ بمضمونه إلا أنها توقعت أن يؤكد الخطاب علي ضرورة التوجه الفلسطيني للامم المتحدة.
وأشارت الي ان الفلسطينيين مصممون علي الذهاب للامم المتحدة, وان مواجهة سبتمبر لم يتبق لها سوي18 يوما فقط, مضيفة أن المواجهة بين فلسطين وغالبية دول العالم وإسرائيل وحليفاتها قادمة لا محالة.
وأضافت يديعوت أحرونوت أن الإدارة الأمريكية تحاول منع الفلسطينيين من اتخاذ هذه الخطوة وانها تحاول اعادة القيادة الفلسطينية الي طاولة المفاوضات علي ارضية اعتراف الفلسطينيين باسرائيل دولة لليهود مقابل اعتراف اسرائيل نظريا بحدود.67
ونشرت الصحف العبرية جدول المواجهة وهو في13 سبتمبر يبدأ الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وفي20 سبتمبر يتقدم الرئيس محمود عباس بصفاته الرسمية بطلب العضوية لدولة فلسطين في الامم المتحدة وما بين21 سبتمبر و27 سبتمبر تناقش الامم المتحدة طلب العضوية اما29 سبتمبر او4 اكتوبر تعلن نتيجة التصويت.