رغم الاختلاف على الطريقة التى يدير بها الحوار مع ضيوفه فإن الإعلامى اللبنانى طونى خليفة نجح فى تقديم واحد من أهم البرامج الحوارية التى عالجت ثورة 25 يناير من خلال محاورة جميع الضيوف المرتبطين بها رفضا أو تأييدا، وكونه غير مصرى لم يقلل من مصداقيته، بل زادها.
«اليوم السابع» أجرت هذا الحوار مع طونى خليفة ليتحدث عن برنامجه والمشكلات التى واجهته أثناء التسجيل.
> لماذا اتخذت من الثورة المصرية إطارا لبرنامجك رغم وجود ثورات أخرى؟
- لأنى أقدم برنامجا مصريا وأصوره فى القاهرة، ومعظم ضيوفى من الشخصيات المصرية، كما أننى لم أتجاهل بقية الثورات العربية، فقمت باستضافة رغدة ممثلة عن الشعب السورى، كما أننى أظهر على شاشة قناة مصرية هى «القاهرة والناس»، ورغم أن لها شعبية إقليمية فإن 80 % من قاعدتها الجماهيرية من المصريين، فهى ليست BBC.
من كان الأصعب فى محاورته من بين ضيوفك؟
- جميع الضيوف كان الحوار معهم صعبا، ولكن أكثر ضيف لم أستطع الخروج منه بتصريحات جديدة كان أحمد الهوان أو «جمعة الشوان»، ربما بسبب عامل الزمن أو العمر أو فى استرجاع لحظات معينة أو ربما مازال يتصور أنه يلعب دورا أمنيا أو اعتبارات أخرى. أما دينا فكنت أتصور أن الحلقة ستقدم مادة دسمة، ولكن بسبب ظروف معينة لم تظهر الحلقة كما تمنيت.
ألم تلق اعتراضا من قبل الضيوف على الأسئلة؟ وهل تم اتفاق مسبق معهم قبل الحلقة على أسئلة بعينها؟
- لم ألق أى اعتراض على الإطلاق من أى ضيف، كما أننى لم ألتق بأى ضيف إلا قبل الحلقة بدقائق معدودة، ولم يكن هناك أى اتفاق على الأسئلة.
وما أفضل الحلقات فى تقديرك؟
- جميع الحلقات أعتز بها، ولكن أفضل الحلقات التى قدمت تصريحات جديدة للمشاهدين هى حلقات مرتضى منصور وممدوح حمزة ومفيد فوزى وعصام العريان ورغدة ويسرى فودة.
ولكن ليس من السهل أن يتقبل الضيف أسئلتك الثقيلة؟
- ربما كان هذا فعلا فى أول موسم فى برنامج «لماذا» منذ 3 أعوام عندما بدأت علاقتى مع الشخصيات المصرية ولكن الآن أتصور أن معظم الضيوف أصبحوا يعرفون جيدا، فكانت المهمة أسهل بالنسبة للضيف، ولكن أصعب بالنسبة لى، وكانت الصعوبة فى انتزاع معلومات وأسرار جديدة تذاع لأول مرة.
هل هذا هو سبب أسلوبك الحاد فى الحوار مع ضيوفك؟
- أى مذيع يريد أن ينجح الحوار لابد أن يخلق أسلوبا متميزا، وإلا فما هى مواطن الجذب إذا كانت الأسئلة كلها نمطية وأسألها بأسلوب تقليدى، الأهم ألا تكون هذه الطريقة تتجاوز آداب الحوار، وتحافظ على الأخلاقيات من دون تجريح، والتدخل فى أمور شخصية.
لماذا لم تغير بدلتك طوال حلقات البرنامج؟
- أجاب مازحا.. «معلش أصلى نسيت هدومى بالأوتيل»، ثم قال كان المطلوب ضمن فورمات البرنامج التى تم وضعها أن أرتدى نفس البدلة طوال الحلقات، وأن يكون لونها أسود ليلائم شكل الديكور والإضاءة الخافتة مع عدم ارتداء «كرافات»، وكان الشكل معتمدا على البساطة.
هل توافق على أنك لا تحصل على النجاح الباهر إلا فى القاهرة رغم أنك مذيع فى بيروت منذ سنوات؟
- العمل فى الإعلام المصرى بالتأكيد يجعلنى أكثر بريقا بالنسبة للمشاهد المصرى، ولكنى أقدم برامج فى الإعلام اللبنانى حصلت على شهرة واسعة فى البلدان العربية، وخاصة الخليج، مثل برنامج «ساعة بقرب الحبيب»، «أما البرامج دى وصلتكم أكتر لأن ضيوفها مصريين».
ألم تخش من الانتقاد أن يقولوا مذيع لبنانى ويتحدث باسم الثورة المصرية؟
- على العكس أتصور أن سر المصداقية فى الحوار أننى لبنانى، وأننى لست محسوبا على أى تيار أو نظام أو حتى على الثورة، وإذا كان البعض يتهمنى بأننى كنت متحيزا للثورة فهناك فريق آخر يقول إننى كنت متحاملا على الضيوف المناصرين للثورة، وهذا الخلاف يؤكد نجاحى فى تقديم حوارات حيادية وموضوعية.
من الذى كنت تتمنى محاورته فى البرنامج ولم تتمكن؟
- هناك شخصيات عديدة منها مرشحون محتملون للرئاسة مثل الدكتور محمد البرادعى، وهو على الأرجح تهرب من مواجهتى ورفض تلبية الدعوة بعد أن نصحه من حوله من مستشارين بأن الظهور معى قد يسبب خطرا على ترشحه ويوقعه فى تصريحات قد تضره، أما عمرو موسى فطلب مشاهدة الحلقات الأولى من البرنامج، وهذا كان صعبا لأنى انتهيت من تسجيل كل الحلقات قبل رمضان بأسبوعين، كما تمنيت لقاء عادل إمام.
البعض كان يصفك بتوصيفات تصل إلى حد التطاول وكنت تواجه هذا بابتسامة هادئة، كيف؟
- ليس لدى أى مشكلة من مواجهة غضب الضيف فى سبيل الخروج بمعلومة جديدة تفيد المشاهد، وهذا دورى، فهناك من وصفنى بأننى سخيف وساذج وشرير، وأحد الضيوف قام من كرسيه وكاد يضربنى، ولكن هذا لا يهمنى فى سبيل تقديم حلقة شيقة للمشاهد.
هل تم حذف أى مقاطع من الحلقات؟
كان القرار لصاحب القناة طارق نور ألا يكون هناك أى شىء جارح، ومن بين الحلقات التى شهدت حذفا كثيرا حلقات أحمد فؤاد نجم ومرتضى منصور ويسرا وطلعت السادات.