تعجيل الإفطارحدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) .
صحيح البخارى
شرح الحديث :
تعجيل الإفطار هو أدب من آداب الصيام المستحبة التى أوصى بها المولى عزوجل وأوصى بها نبينا الكريم ، ويقصد بتعجيله المبادرة به حين حلول وقته ، ومعنى التعجيل أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر ، وفي ذلك خير عظيم ومن ذلك محبة الله تعالى ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم إفطاراً ) وفي تعجيل الإفطار إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته ، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه يعجل الإفطار .
فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم، فلما غربت الشمس قال: (انزل فاجدح لنا) رواه البخاري ومسلم
بل إن تعجيل الإفطار من أخلاق الأنبياء كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار ، وتأخير السحور ، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة ) رواه الطبراني .
وتعجيل الفطر بعد تيقن الغروب مستحب باتفاق . ودليله هذا الحديث . وفيه دليل على المتشيعة ، الذين يؤخرون إلى ظهور النجم . ولعل هذا هو السبب في كون الناس لا يزالون بخير ما عجلوا الفطر ; لأنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خلاف السنة . ولا يزالون بخير ما فعلوا السنة .
وفي تعجيل الإفطار مخالفة أيضا لليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم في عباداتنا وعاداتنا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون ) أخرجه أحمد و أبو داوود وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود.
وفي تعجيل الإفطار تيسير على الناس ، وبعد عن صفة التنطع والغلو في الدين ، وقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا ًوأبطأهم سحوراً.
وفي التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة؛ فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار، والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم؛ مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام، وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه.