توصلت مصر وإسرائيل الى اتفاق يقضي بزيادة عدد الجنود المصريين في سيناء، بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية بعد هجوم شنه مسلحون على الحدود وأسفر عن سقوط قتلى مما وتر العلاقات بين الدولتين.
وقال مسؤول في الاستخبارات المصرية فضل عدم الكشف عن اسمه لرويترز: "بعد مفاوضات مستمرة، تم التوصل الى اتفاق مبدئي بين مصر وإسرائيل لنشر مزيد من الجنود المصريين في منطقة سيناء".
وجاء الاتفاق بعد جولة طويلة من المحادثات حيال أمن الحدود.
وقال المصدر إن إسرائيل كانت أكثر تجاوبا في الآونة الأخيرة مع مطالب القاهرة بزيادة قواتها على الحدود في سيناء بعدما كانت ترفض هذه المطالب في السابق.
وقال: "في أعقاب أعمال العنف التي وقعت على الحدود مؤخرا أصبحت إسرائيل أكثر تفهما للوضع الأمني الذي نتعامل معه في سيناء."
وقتل خمسة من قوات الأمن المصرية في اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين قتل منهم سبعة.
وعرضت اسرائيل إجراء تحقيق مشترك في مقتل الجنود المصريين الذي أثار احتجاجات مناهضة لإسرائيل في القاهرة.
ولا تسمح معاهدة السلام الموقعة بين الدولتين عام 1979 سوى بوجود محدود لقوات حرس الحدود المصرية المزودة بأسلحة خفيفة في سيناء كما تقيد ايضا انتشار قوات اسرائيل على جانبها من الحدود.
وكان تقرير لمجلة "إيكونوميست" أشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال إن إسرائيل ستسمح أيضا لمصر بإرسال مروحيات وعربات مصفحة إلى سيناء ولكنها لن توافق على إرسال دبابات أخرى بخلاف كتيبة الدبابات المتمركزة هناك بالفعل.
وأحجمت وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء عن التعقيب على التقرير الذي نشرته المجلة الأسبوعية ومقرها لندن.
وجاء مقتل ثمانية اسرائيليين الأسبوع الماضي قرب مدينة ايلات الجنوبية على ايدي نشطاء قالت اسرائيل إنهم تسللوا من قطاع غزة عن طريق سيناء ليذكي المخاوف الاسرائيلية من أن القاهرة بدأت تفقد سيطرتها على شبه الجزيرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/ شباط.
وبعد ان وافقت اسرائيل على تعزيز القوات مؤقتا، زادت مصر بالفعل عديد قواتها في سيناء وتشن حملة على المتشددين في المنطقة قبل وقوع الهجوم.
وتظهر تقارير عن تصريحات باراك الأخيرة فيما يبدو الذهاب إلى خطوة أبعد تشير إلى نشر الجنود لأجل غير مسمى.
تظاهراتجاء ذلك فيما تظاهر حوالى 200 مصري امام سفارة اسرائيل في القاهرة للمطالبة بطرد السفير المصري.
وهتف المتظاهرون "اول مطلب للجماهير حرق السفارة وطرد السفير".
وقال المتظاهر احد محمود ابراهيم الذي قدم نفسه على انه شقيق احد رجال الشرطة الذين قتلوا، انه يريد "الثار".
وأضاف: "نريد الثار، لا نريد تعويضات. تماما كما يحاكم جندي مصري اذا اطلق النار على جندي اسرائيلي, نريدهم ان يلقوا العقاب".
وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة تدرس عدداً من البدائل ستُقدم على اتخاذها ضد إسرائيل، نافية أن تكون تراجعت عن سحب سفيرها من تل أبيب بسبب ضغوط أميركية.
ونفت تلك المصادر أن تكون القاهرة تراجعت عن سحب سفيرها من تل أبيب نزولاً عند طلب أمريكي أو ضغوط بقطع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة، البالغة نحو ملياري دولار. وأوضحت أن القرار المصري "جاء بعد مواءمات وتقييم جاد للموقف من كافة جوانبه.
واعتبرت القاهرة أن سحب السفير من شأنه قطع الإتصالات مع إسرائيل، وأنها لن تحقق الأهداف التي تسعى إليها مصر، وأن "أضرارها ستكون أكثر من منافعها".