أغلقت اللجنة العليا للانتخابات في البحرين أمس الأربعاء باب الترشح للانتخابات النيابية التكميلية التي ستجرى في الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول المقبل بعد ما تقدم نحو 78 مرشحا بينهم عشر مرشحات لشغل 18 مقعدا نيابيا استقالت منها جمعية الوفاق المعارضة في فبراير/شباط الماضي.
وستجرى الانتخابات في سبع دوائر من أصل تسع بالمحافظة الشمالية، وست دوائر من أصل ثمان بمحافظة العاصمة، بينما ستجرى في أربع دوائر من تسع بالمحافظة الوسطى، أما في محافظة المحرق فستجرى في دائرة واحدة من ثماني دوائر. كما ستجرى عملية التصويت في خمسة مراكز عامة بواقع مركز عام في كل محافظة.
قوى مقاطعةوتقاطع هذه الانتخابات قوى المعارضة، أبرزها جمعية الوفاق (شيعة)، وجمعية وعد (يسار قومي)، والمنبر التقدمي (يسار)، والتجمع القومي (قوميون)، إضافة إلى الأخا والتجمع الوطني بسبب ما وصفته بـ"أجواء التوتر الأمني والسياسي في البلاد" والتي قالت إنها "لا تشجع على المشاركة في العملية السياسية" خصوصا مع استمرار الاعتقالات والفصل من الوظائف.
في حين تغيب القوى السنية عن هذه الانتخابات مثل جمعية الأصالة (سلف) جمعية المنبر (إخوان) وجمعية تجمع الوحدة الوطنية التي تضم مختلف أطياف المجتمع السني بسبب ضعف حضورها الشعبي في هذه الدوائر التي تقطنها غالبية شيعية وتمثل غالبيتهم جمعية الوفاق.
ولا ينتمي المرشحون في هذه الانتخابات التكميلية لأي من الجمعيات السياسية سوى مرشحَين ينتميان لجمعية الرابطة (شيعة) القريبة من الحكومة، وهو ما سيعزز من حضور المستقلين داخل مجلس النواب الحالي خصوصا أن عدد المستقلين يأتي بعد كتلة الوفاق المستقيلة التي كانت تملك 18 مقعدا من أربعين.
ومن المتوقع أن تغيب حدة المنافسة في هذه الانتخابات بسبب غياب الجمعيات السياسية المؤثرة في المشهد السياسي البحريني سواء الجمعيات المعارضة أو الجمعيات القريبة من الحكومة والتي اكتفت بعضها بدعم مرشحين.
كما يرجح مراقبون أن تتراجع نسبة المشاركة في عمليات الاقتراع إلى أدنى مستوى لها بسبب مقاطعة المعارضة لها بعدما بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية الماضية نحو 67%. في حين بلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها نواب جمعية الوفاق في 18 دائرة نحو 65% من إجمالي أصوات الناخبين في الأربعين دائرة انتخابية وفق إحصائية الوفاق.
وكانت الحكومة بدأت مبكرا حملتها الإعلامية للترويج للانتخابات، التي ترى أن المرحلة التي ستعقبها هي مرحلة استقرار البلد، في حين اختارت صحف محلية محسوبة على الحكومة التركيز على التكهنات الصحفية اليومية في محاولة لتحريك الرأي العام نحو هذا الحدث وتشجيع آخرين على التفاعل معه.
ومن المتوقع أن تثير مقاطعة المعارضة للانتخابات جدلا في الأوساط البحرينية قد ينعكس على التوتر الحاصل في الشارع منذ فبراير/شباط الماضي.
علي سلمانوكان الأمين العام لجمعية الوفاق المعارضة الشيخ علي سلمان أكد أن جمعيته لديها برنامج لحراك شعبي مستمر، سيبدأ يوم الجمعة الأولى بعد عيد الفطر بمسيرة جماهيرية تأكيدا على قرار المقاطعة الذي اتخذته القوى السياسية. وأكد سلمان أن مطالبهم ستكون حاضرة في كل الظروف.
ويأتي الاستعداد لهذه الانتخابات التكميلية بينما تشهد البلاد حركة احتجاجات مستمرة للمطالبة بإصلاحيات سياسية ودستورية منذ منتصف فبراير/شباط الماضي والتي راح ضحيتها 35 قتيلا وعشرات الجرحى.