لحظــــــات عابرة
بعضنا تستهويه اللحظات العابرة
ربما لأنها اكثر متعةً ،، وأقل التصاقاً
بالذاكرة
فلا وخزٌ يصيبها بحنين ،، ولا خدش
يزيل عنها غبار السنين
كدتُ في لحظةٍ من تلك اللحظات أن ألقي
بأمنيتي
كعابر سبيل
فلا أتجاوزُ بذكرياتي لحظة مضتْ
ولا أنبش تفاصيلها
وأحذف من قائمتي كل الوجوه التي بنت لها
محطاتٍ
على طول طريقٍ فاته جسدي واحتضنته
ذاكرتي
ولكن كم
يغيظني الإبتعاد عنهم ،، وتغيظني ذاكرتي
التي تستغيث
وكأنها لا تعي تقادم الزمان عليها
وأجدني بينها وبين المستحيل ،، وكلاهما لا
يقبل الترويض
شيء ما يشدني لذلك الماضي البعيد
كأنه صوتُ استغاثة ،، لي و مني
وتسائلت
مالنا لا نعود إلى الوراء بخطوات ،، عودة
أجساد بلا ذاكرة
لنستعيد لحظة الجسد المرهق بالحنين ،، وبرد
الإحتياج
كـ لحظة أمان تحمل دفئهم قبل الرحيل ،،
ولكن ماذا بعد ؟
هل سيتوقف الزمن ،، وهل سيُمحى الأثر ،،
لوقع خطواتٍ كتبها القدر
لا أدّعي بل أوقن أنها ذاتها ستكون
وستعود الذاكرة لتمتلىء من جديد ،، بذات
الوجوه وذات الملامح ،، وذات الأمنيات
ولتطرق مسامعي كلمة ،، هيهات ،، هيهات
كـ هاجس يحقق انتظار المصير
بقلبٍ حاضر
ويعلمني أن الحياة ماهي إلاّ
لحظات راسخةٌ
في جسدٍ عابر