. حقق الأمير السعودي نايف استفادة كاملة من الفرصة التي وفرها له تعيينه في آذار 2009 نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، لفرض نفسه وليَّ العهد المنتظر الفعلي والوريث الجلي للعرش السعودي. بعض المراقبين يرون في الرحلة التي قام بها نايف في شهر تشرين الأول إلى مصر، حيث استُقبل بتشريفات تعقد عادة لولي عهد، تشديداً على أنه قد ضمن حقوقه في المنصب. إلى حدٍّ بعيد، يُنظَر إلى نايف كمحافظ متشدد هو في أحسن الأحوال غير متحمس لمبادرات الملك عبد الله الإصلاحية. غير أنه من الأدق وصفه بمحافظ براغماتي مقتنع بأن الأمن والاستقرار واجبان لحفظ حكم آل سعود ولضمان الازدهار للمواطنين السعوديين. مخلصٌ للملك لا محالة (لكن ليس دائماً لأفكاره)، نايف هو ممارس موهوب لفن تحقيق التوازن بين الفصائل الدينية والإصلاحية المتنافسة في المجتمع السعودي. هو يخفي تحيزات ضد الشيعة. ونظرته للعالم يشوبها توجس عميق من إيران، رغم دوره الناشط في تطوير علاقات سعودية ـــــ إيرانية. غرائزه في مجال السياسة الخارجية يقودها اقتناعه بأن التعاون الأمني يجب ألا يتأثر بالسياسة. مستبدّ حازم في العمق، يرتاب من مبادرات توسيع المشاركة السياسية أو حقوق المرأة.
ومن المفارقات، مع ذلك، أن بعض مبادراته التي يحركها الهاجس الأمني، مثل بطاقات الهوية للنساء، أدت إلى تحسن حالتها. يقدم نايف رؤية للمجتمع السعودي تحت شعار «الأمن الفكري»، الذي يدافع عنه كحاجة إلى «التطهر من الأفكار المنحرفة».
هذا اختلاف جوهري مع الملك عبد الله، الذي تتضمن استراتيجيته لتقليص التطرف تشديداً على الحوار، التسامح مع الاختلاف، وتربية ترتكز على المعرفة يعترض عليها الكثير من المحافظين. قد يكون التزام العائلة المالكة السعودية بالعرف أسلوباً وحيداً أكيداً لتجنب عدم الاستقرار، هو الميزة الأقوى لنايف في رهانه على أن يصبح ولي العهد المقبل، رغم أن القرار لن يتخذ على الأرجح قبل أن تملي الظروف ذلك. انتهى الملخص.
يقتنص فرصته...
إن الغياب الطويل لولي العهد السعودي سلطان، واحتمال ألا يستعيد دوراً ناشطاً في الحكومة قد خلقا فرصة للأمير نايف لأن يوسّع تأثيره حتى قبل تعيينه في آذار 2009 نائباً ثانياً لرئيس الوزراء. بالإضافة إلى ذلك، لقد كان الأمير سلمان، حاكم الرياض، وربما الأمير الأقوى التالي، بعيداً عن المملكة؛ إذ بقي إلى جانب ولي العهد خلال نقاهته الأخيرة الطويلة. لكن منصب نايف الجديد يزيد أكثر من فرصته، من خلال منحه سبباً إضافياً ليُشاهَد برفقة الملك، وفرصة ليُشاهَد وهو يحكم - المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء - حين يكون الملك مسافراً إلى الخارج. منصبه الجديد يمنحه أيضاً منصّة للتعليق العام على مروحة أوسع من القضايا، بما أن منصبه لم يعد محصوراً بقضايا الأمن. يعتقد بعض المراقبين أن زيارة نايف في مطلع شهر تشرين الأول لمصر، حيث استُقبل بتشريفات تلائم ولي عهد، تأكيد لضمانه حقوقه في المنصب.
من موقع قوة
كوزير للداخلية منذ 1975، يحظى نايف بقاعدة سلطة تلامس تقريباً حياة كل مواطن سعودي، أدركوا ذلك أو لم يدركوه. (...) كذلك، يشرف نايف على حكام المحافظات الـ13. لا يتردد نايف في استخدام السلطة التي تحت قيادته ليبقي نفسه في دائرة الضوء العام، ولو كان ذلك لحساب مواضيع صغيرة ظاهرياً، كأن يصدر شخصياً توجيهاً بشأن كيف يجب على المواطنين السعوديين أن يبلغوا عن الوثائق الرسمية الضائعة أو المسروقة، أو كأن يحاول الحد من إمكان وصول السعوديين لفعاليات السفارات الأجنبية الاجتماعية حيث تُقدَّم الكحول.
من هو نايف، الجزء 1: شخصية عامة
(...) اليوم، يحظى نايف وضباطه بدعم واسع الانتشار بين معظم السعوديين لأنهم أعادوا إرساء النظام والاستقرار إثر الهجمات الإرهابية في 2003 ـ 2006. مهنية وكفاءة وزارة الداخلية اليوم، ومبادراتٌ مثل برنامجها لإعادة تأهيل الإرهابيين، نجحت في إعادة إرساء الثقة العامة ودعم الحكومة، وهذا يزوّد نايف بقاعدة سياسية قوية.
ربما لوعيه بدوره حارساً للسلامة العامة، يميل نايف في صورته العامة العليا، وخطاباته الزائدة إلى التركيز على النصائح الغامضة، والخطاب الأبوي التافه، والتذكير بنجاح السعودية (أي نجاحه هو) في هزم الإرهاب، والثناء المغري للملك عبد الله. ينكر نايف وجود جميع المشاكل، ويؤكد للسعوديين أنهم يعيشون في أحد البلدان الأكثر أمناً واستقراراً في العالم تحت إرشاد حاكميهم المتنورين والعارفين بكل شيء (...).
بعض كلامه العام يتناقض بوضوح مع الواقع؛ مثلاً، لقد أصرّ لأشهر على أن ولي العهد سلطان بصحة جيدة.
من هو نايف، الجزء 2: عن قرب وشخصياً
لا يبدو أن ترفيع نايف إلى نائب ثان لرئيس الوزراء قد بدّل طبعه الأساسي. لقد وصفته التقارير السابقة عموماً بأنه مراوغ، غامض، براغماتي، ضيق الخيال، داهية وصريح. يحتفظ بصيت كمعادٍ للغرب، إلا أنه مستعد للتشارك في الأعمال حين يتعلق الموضوع بمصالح مشتركة. غير معروف عنه التقوى الدينية الشخصية (في الواقع، ثمة شائعة عن أنه كان سكّيراً في سنوات شبابه)، لكن محافظته أتاحت له بناء دعم بين المحافظين الاجتماعيين والدينيين. يبدو متحفظاً وحتى خجولاً بعض الشيء، وبإمكانه في البداية أن يكون جامداً وبطيئاً بالانخراط في اجتماعات مع مسؤولين غربيين، بينما يتجنب في البدء النظر في عيني محدثيه. هو قابل للتملق، وبمجرّد أن يندمج، يظهر أحياناً حساً فكاهياً يكاد يكون شيطانياً.
لا يبدي نايف دليلاً على أنه مثقف. مثلاً، نادراً ما يقتبس عن القرآن كما حري بالملك أن يفعل، ولا يسرد مرجعيات تاريخية أو أدبية، كالتي يعرف بها خريج برنستون سعود الفيصل.
ليس نايف فصيحاً ولا بيّناً، ولديه ميول لأن يكثر من الاستطراد ويعيد التفاهات في مجالسه الخاصة كما وفي تلك العامة. يبدو أنه يفهم ويتحدث بعض الإنكليزية على الأقل.
مالت الاجتماعات الخاصة الأخيرة مع نايف لاتباع نمط معين. الزائرون يواجهون أطروحات طويلة عن إنجازات السعودية في تجاوز الإرهاب المحلي، أهمية التعاون الأمني الأميركي ـــــ السعودي، والتهديدات والغدر الإيرانيين. باستطاعة نايف اقتفاء أثر الصلة الإيرانية بأي قضية أمنية إقليمية. نظرته إلى إيران هي أكثر تعقيداً من نظرة الملك عبد الله (...) قد يكشف حديث نايف عادة بعض التفاصيل الجديدة عن التفكير السعودي، لكنه لا يدخل في نقاشات استراتيجية، ونادراً ما يمنح أجوبة محددة عن الأسئلة التي يسأل عنها.
من هو نايف، الجزء 3: بطل الأمن والاستقرار أولاً وآخراً
خلال اجتماع في تموز، أخبر نايف القائم بالأعمال والقنصل السياسي، أن جعل المملكة البلد الأكثر أمناً في المنطقة هو على رأس أولوياته. فذلك أساسي للاستقرار وللازدهار الاقتصاي على حدٍّ سواء. يبدو أن نايف قد وحّد الكثير من أجندته تحت شعار «الأمن الفكري»، مفهوم يروّج له من دون كلل في العام والخاص. بتعابير نايف الخاصة: «أساس الأمن الفكري هو حماية الشباب من الوقوع فريسة أي أحد يريد استغلالهم لأذية بلدهم (...)».
فكرة «الأمن الفكري»، بتشديدها على العقيدة والسيطرة، تمنح المحافظين السعوديين رؤية بديلة لبرنامج الملك عبد الله عن التسامح، الحوار الوطني، والتربية المبنية على المعرفة. الاثنان يركزان على منع انتشار الإيديولوجية المتطرفة، لكن نسخة نايف تقترح أن تفعل ذلك من غير أن تفتح المجتمع السعودي على الأفكار الخارجية أو «التجديد» الذي يحتقره المحافظون المتدينون، ومن غير أن يتطلب ذلك أي تنازلات للشيعة (…).
فن التسوية في إدارة التعصب الديني
أتى تعلم نايف على أمور الدولة تحت إشراف أخيه الشقيق الأكبر، الراحل الملك فهد، الذي خلفه وزيراً للداخلية بعدما أصبح الأخير ولياً للعهد. الدرس الأساسي المنقول كان الحاجة إلى تحقيق التوازن بين الفصائل الدينية والإصلاحية المتنافسة في المجتمع السعودي. بعد الاستيلاء الكارثي على مسجد مكة الكبير عام 1979 من متدينين متعصبين ينتقدون فجور آل سعود، اعتمد فهد لقب «خادم الحرمين الشريفين». لم يذهب الدرس سدى على نايف.
كركيزة أساسية للدعم وكمصدر لعدم استقرار في الوقت عينه، تتطلّب المؤسسة الدينية في البلد، والرجعيون الذين يسيطرون على قيادتها دورياً، معالجة ماهرة. تعدّ إدارتها من بين أكثر مهمات وزارة الداخلية حساسية. تقليدياً، لطالما فضّل آل سعود المصالحة والإشراك في الخيار، على التدابير القسرية. الاشتباكات المتقطعة التي وقعت خلال الأعوام الثلاثمئة تقريباً من حكم آل سعود تظهر أنهم لم يفلحوا دائماً في ذلك.
نظراً إلى قلقه الأساسي على المحافظة على الاستقرار، تميل غرائز نايف نحو التنازل أمام الطلبات الدينية، وخصوصاً في القضايا الثقافية ـــــ الاجتماعية كدور الشرطة الأخلاقية، لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أحياناً، يساء تفسير ذلك كمناقض للإصلاح، لكن الأكثر احتمالاً هو أنه ينبع من رغبة في تحقيق التوازن بين القوى الاجتماعية المتنافسة، تفادي وتيرة تغيير مزعزعة للاستقرار، وصون آلية مفيدة في حفظ الضبط الاجتماعي وحتى مكافحة الإرهاب (...).
رسم الحدود عند المذهب الشيعي
مثل كثيرين من مواطني بلده، على عكس الملك عبد الله، يظهر نايف إشارات تحامل شخصي على الشيعة، وقد انتهج خطاً متشدداً على نحو متزايد في التعامل مع الاضطرابات الشيعية على امتداد المملكة (...). الناشطون الشيعة يرون نايف مصدراً لمعظم التمييز الطائفي. من ناحيته، أوضح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء أنه لن يتسامح مع الاحتجاجات العنيفة للمتذمرين الشيعة، كذلك يبدو متردداً في تطبيق التكتيكات الاسترضائية التي تعود بنتائج جيدة مع المتطرفين الدينيين السنّة.
إذا كان الاستقرار يستلزم إصلاحاً، فليكن. يبدو نايف مرتاباً من المفاهيم التقدمية كالديموقراطية، حقوق المرأة، أو حرية التعبير. وقد صرّح أخيراً بأنه لا يرى حاجة إلى الانتخابات في السعودية، أو أن تعمل النساء في مجلس الشورى، الهيئة التشريعية الأولى.
أعلن أخيراً، أن الديموقراطية لن تنتج أكثر أعضاء مجلس الشورى كفاءة (...). بالتساوي، رفض طلبات بالسماح للنساء بالقيادة على اعتبار أنها «ليست أولوية». من المثير للاهتمام، مع ذلك، أن بعض مبادراته التي يحركها الهاجس الأمني، قد حسّنت أوضاع النساء. مثلاً، قرار 2001 الذي اتخذ لإصدار بطاقات هوية مصورة للنساء، حتماً لأن بعض الإرهابيين وبعض المجرمين يتخفّون في أزياء نسائية، قد منح الكثير من النساء الوثائق اللازمة ليفتحن حسابات بنكية مستقلة، ويتسجلن في الجامعات، ويبدأن تجارتهن الخاصة. في مثال آخر، أدت الحاجة إلى مساعدة عائلات ضحايا الإرهاب في القصيم إلى تفعيل عدة مجموعات نسائية خيرية في المنطقة (...).
حليف براغماتي للولايات المتحدة؟
ثمة قصة يتداولها المراقبون السعوديون القدامى، هي أن آراء نايف الشخصية في الولايات المتحدة قد «صبغت» بسلبية مع اكتشاف جهاز تنصت في مكتبه إثر زيارة بعثة من الولايات المتحدة. كذلك إن تعليقات نايف إثر ١١ أيلول، (بقوله) لقد كانوا «اليهود»، يظهر جلياً من مقاربته الغاية في التحفظ للإصلاح، عرقلته لتحقيقات أبراج الخبر، ورفضه الأساسي للقبول بأن تمويل الإرهاب من المملكة هو مشكلة خطيرة، اثبتها الجميع، أن باستطاعته أن يكون صعباً، عنيداً، وغير منطقي. هذه السمات لا تعكس سلوكيات «معادية لأميركا» بقدر ما تعكس حدية تجاه الضغط الخارجي المتصوَّر والتدخل في أمور المملكة.
(…) في المجمل، على الأرجح أن تفاعل نايف، كوزير للداخلية، مع الولايات المتحدة، هو متنبئ جيد لميوله، إذا ما أصبح ولياً للعهد.
إذا حصل ذلك، من المحتمل أن يكون براغماتياً، يتابع التعاون في مسائل الأمن والأشكال الأخرى للتعاون، لكن ممكن أن يبرهن عن المزيد من المقاومة مقارنة بالقيادة الحالية، في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان التي تتحدى نظرته العالمية وتجازف بزيادة التوترات الاجتماعية.
قضايا العائلة والصحة لم تبطئه
بدا نايف حيوياً ونشيطاً منذ تسلمه لمنصبه الجديد، وظهر تكراراً في المصالح الحكومية وفي فعاليات عامة أخرى، رغم التقارير والشائعات المستمرة عن أنه يعاني اللوكيميا ومشاكل صحية أخرى. يستمر في تفضيل الاجتماعات المسائية المتأخرة، ورغم أنه غفا خلال ترجمة ملاحظاته البالغة الطول خلال اجتماع حديث مع القائم بالأعمال، إلا أنه لم يضيّع خيط المحادثة.
تستفيد صورة نايف العامة من إنجازات وحسن صيت ابنه، مساعد وزير الداخلية، محمد بن نايف، الذي راقب يوماً بعد يوم تطبيق جهود مكافحة الإرهاب. محمد بن نايف هو أكثر مرونة، وأكثر علماً (في الولايات المتحدة)، والأرجح أنه قد يكون ملكاً أفضل من والده. من ناحية أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الأوروبية أن إحدى نساء نايف، مهى بنت محمد بن أحمد السديري، ملاحقة في باريس بسبب فواتير تبضع غير مدفوعة قيمتها 24.5 مليون دولار، وهي ليست المرة الأولى التي تسبب فيها حرجاً كهذا لزوجها. بشكل غير مستغرب، لم يذكر الإعلام السعودي شيئاً عن المسألة.
إذاً، هل يصبح نايف ملكاً؟
ربما نعم؟ مع كسوف ولي العهد سلطان، ينظر كثيرون إلى نايف على أنه الشخص الثاني الأكثر قوة في السعودية. باستطاعته أيضاً الادعاء أنه التالي في الأقدمية من بين الأمراء الذين لديهم ما يكفي من التأثير والكفاءة ليكونوا ملوكاً، وقد تضمن قوة الأسبقية داخل العائلة المالكة مكانه كالتالي في الصف للعرش. في أي نقاش بشأن الخلافة، من الأرجح أن نايف سيحظى بدعم المتدينين المحافظين، قواته الأمنية، لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبتأييد إخوته السديريين الذين يمثّلون الفصيل الأقوى داخل العائلة الحاكمة. هو يهيمن على الدعم الشعبي بصفته الرجل الذي هزم الإرهاب في السعودية، وتمنحه سلطته على وزارة الداخلية سلطة واسعة لمراقبة الفعاليات والسلوكيات العامة.
ربما لا؟ سيرغب الملك عبد الله في أن يضمن أن يكون ولي العهد المقبل شخصاً يتابع مسيرته في الإصلاحات السياسية والاجتماعية، وهناك البعض ممن يعتقدون أن نايف ليس أهلاً لذلك. لم يقل عبد الله إن تعيين نايف نائباً ثانياً لرئيس الوزراء يعني أنه سيكون التالي في الخلافة، رغم أن شاغلين اثنين لذلك المنصب، عبد الله نفسه وسلطان، انتقلا على حد سواء، ليصبحا ملكين نتيجة وفاة الملك. سؤال آخر يتعلق بدور مجلس هئية البيعة المؤلف من 34 عضواً، الذي أنشأه عبد الله ظاهرياً ليؤمن خلافة سلسة، بينما يراه عديدون محاولةً مبطنة لصدّ الخلافة التلقائية من نايف. خلال مفاوضات بشأن ولي عهد جديد، من المحتمل أن يواجه نايف معارضة من الأعضاء الأكثر ليبرالية في العائلة المالكة، كآل فيصل أو الأمير طلال، أو من ائتلاف من غير السديريين.
أمراء كبار كوزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير متعب، أو سلمان، حاكم الرياض، قد يراهنون على مطالب بالعرش (...)
بيت القصيد هو أن الحاجة إلى اتفاق يجري التوسط لإنجازه بشأن ولي العهد المقبل قد يتطلب على الأرجح من نايف أن ينتقل بعض الشيء نحو الوسط بحيث يوسّع تأييده بين الأمراء الكبار الذين يؤلفون هيئة البيعة. قد يكون من الإشارات المبكرة لهذه الدينامية ما سمعناه من تعليقات لأميرين كبيرين، مفادها أنه منذ أن تولى مسؤولياته نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، اعتنق نايف مقاربة أوسع، وأكثر ليبرالية. في معرض رده على محاولة الاغتيال التي استهدفت ابنه، الأمير محمد، في 27 آب 2009، ربط نايف بنحو ملحوظ نفسه بجهود الإصلاح، واعداً بأن «جهود الأمن واستراتيجية الإصلاح التي تتبعها البلاد لن تتغير».
والجواب هو ربما لا لبس فيه: من المؤكد أن نايف هو المرشح الأكثر قوة في السباق نحو منصب ولي العهد المقبل. التزام العائلة المالكة المقاوم للتغيير، بالعرف بوصفه الطريقة الوحيدة المضمونة لتجنب عدم الاستقرار هو على الأرجح ميزة نايف الأقوى في رهانه على الوظيفة. غير أن المشاكل الصحية التي يعانيها نايف، كما ينقَل، قد تمنع تنصيبه. (...)
من المرجح أن تستمر هذه الأسئلة إلى حين تملي الظروف أن يُتخذ القرار (وفاة الملك أو ولي العهد سلطان).