قال مؤسس موقع ويكيليكس الالكتروني جوليان أسانج: إن تسريب الوثائق السرية في الشهور الماضية كان بمثابة وقود أشعل الثورات العربية، وأنه سينشر قريبًا 6000 وثيقة سرية تتعلق بالكيان الإسرائيلي.
وقال أسانج، في مقابلة أجرتها معه صحيفة (يديعوت أحرونوت): إنه "بدلا من قضاء الوقت في حرب ندافع فيها عن سمعتنا الحسنة، قررنا إشعال ثورة في الشرق الأوسط"، وأنه "في دول مثل تونس ومصر كانت جميع العناصر لصنع الثورة متوفرة، ومساهمتنا كانت بتجفيف الأشجار تمهيدًا لإضرام النار بالموقدة".
وأضاف أسانج: "لدينا 6000 وثيقة سرية تتعلق بالكيان الإسرائيلي ونعتزم نشرها قريبًا". وكان هذا على ما يبدو ما دفع إلى تسريب مضمون بعض الوثائق إلى (يديعوت أحرونوت) التي ستنشر تقريرها الجمعة بينما حصلت يونايتد برس انترناشونال على هذا التقرير الخميس.
ويشار إلى أن صحيفة (هآرتس) نشرت الخميس أيضًا مضمون وثائق مسربة حصلت عليها من "ويكيليكس".
وأوضح أسانج أنه كان حذرا بتسريب مواد سرية بشأن إسرائيل في المراحل الأولى من التسريبات وذلك لكي لا يثير غضب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
رغم ذلك أشار إلى أنه تم تسريب وثائق تضمنت معلومات حول إسرائيل، لكن وسائل الإعلام الكبرى تجاهلتها، وإحدى هذه الوثائق هي برقية "تصف لقاء مندوبين أمريكيين مع مسئولين إسرائيليين قالوا بشكل علني إن السياسة الاقتصادية الإسرائيلية في غزة تقضي بأن يكون مستوى الوضع الاقتصادي في غزة أعلى بقليل من أزمة اقتصادية وإنسانية وبحيث يكون الرأس فقط فوق الماء".
وأضاف أسانج: إن "هذا يتناقض تمامًا مع الادعاءات الإسرائيلية الرسمية بأن الحصار على غزة هدفه منع تهريب الأسلحة فقط وليس له علاقة بالأزمة الإنسانية، ولم تنشر أي وسيلة إعلام كبيرة هذا الأمر ولم تحدث الضجة التي ينبغي إحداثها".
وأكد أسانج أن نشر الوثائق حول إسرائيل "سيكشف تفاصيل ويوفر أدلة على أمور كثيرة كانت حتى الآن بمثابة تكهن أو اشتباه أو أنكم لم تتمكنوا من نشرها بسبب الرقابة العسكرية".
وستشمل المواد التي سيتم نشرها قضايا إسرائيلية داخلية حساسة وتقتبس إحدى البرقيات رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين يقول لمندوبين أمريكيين إنه "يتزايد الشعور لدى المواطنين العرب في إسرائيل بأنهم منعزلين عن الدولة ويميلون إلى وصف أنفسهم كعرب وأحيانًا كمسلمين بدلاً من إسرائيليين".
ويهاجم ديسكين أعضاء الكنيست العرب بشدة ويقول إنهم في حالة "مغازلة" مع "دول العدو" وأنهم "لا ينشرون الأفكار والقيم الديمقراطية الإسرائيلية ويستغلون حصانتهم الدبلوماسية".
وادعى ديسكين أن "معظم المشاكل أثارها اللاجئون الذين تم السماح بعودتهم إلى إسرائيل وأحضروا معهم أفكارًا سيئة".
وتناولت وثائق عديدة من التي يعتزم (ويكيليكس) نشرها قضية اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في فبراير العام 2008.
ويتبين من مذكرة كتبت في 18 نوفمبر من العام 2006، أي قبل الاغتيال، أن معلومات استخبارية بالغة السرية وصلت إلى الولايات المتحدة أفادت بأن إيران عيّنت مغنية نائبًا لأمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وتساءلت (يديعوت أحرونوت) عما إذا كانت هذه المعلومات "قد سرّعت الاستعدادات للاغتيال الذي لا يوجد شك لدى الأمريكيين بأن إسرائيل نفذته".
كذلك تحدثت وثائق بحوزة (ويكيليكس) عن الجنود الإسرائيليين المفقودين في معركة السلطان يعقوب ومساعد الطيار رون أراد والجندي جاي حيفر والجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط وأيضًا عن الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الذي أعدم في دمشق في منتصف ستينات القرن الماضي.
وقالت إحدى البرقيات: إن معلومات سرية وصلت إلى الولايات المتحدة تفيد بأن "رجل دين لديه معلومات حول رون أراد ويريد مالاً كثيرًا مقابلها"، وهذه معلومة من شأنها أن تثير ضجة كبيرة في إسرائيل لدى الكشف عن هذه الوثيقة.